فصل: فصل في أحكام القبور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في أحكام القبور:

وسن أن يعمق القبر بأن ينزل للأرض لقوله صلى الله عليه وسلم في قتلى أحد: «احفروا وأوسعوا وأعمقوا». رواه أبو داود والترمذي وصححه. وقوله للحافر: «أوسع من قبل الرأس وأوسع من قبل الرجلين». رواه احمد وأبو داود.
قال أحمد: يعمق إلى الصدر لأن الحسن وابن سيرين كانا يستحبان ذلك ويكفي ما يمنع السباع والرائحة لأنه يحصل به المقصود وسن أن يسجى قبر لأنثى وخنثي وكره لرجلٍ إلا لعذر.
وسن أن يدخله قبره من عند رجليه إن سهل عليهم لأنه صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه وعبد الله بن زيد أدخل الحارث من قبل رجلي القبر وقال: هذا من السنة. رواه أحمد. ويسن قول مدخله القبر بسم الله وعلى ملة رسول الله.
ويجب أن يستقبل به القبلة إذا وضع في القبر لقوله صلى الله عليه وسلم في الكعبة قبلتكم أحيًاء وأمواتًا ولأنه طريق المسلمين بنقل الخلف عن السلف.
ويحرم دفن غيره معه إلا لضرورة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفن كل ميت في قبرٍ واحدٍ. وأما عند الضرورة فيجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كثر القتلى يوم أحد كان يجمع بين الرجلين في القبر الواحد ثم يسأل أيهم أكثر للقرآن فيقدمه في اللحد حديث صحيح.
وسن حثو التراب عليه ثلاثًا ثم يهال عليه التراب لحديث أبي هريرة قال فيه: فحثي عليه من قبل رأسه ثلاثًا. رواه ابن ماجه ويستحب الدعاء للميت بعد الدفن لما ورد عن عثمان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل». رواه أبو داود.
وسن رفع القبر عن الأرض قدر شبر مسنمًا لقول جابر أن النبي إذا فرغ رفع قبره عن الأرض قدر شبر. رواه الشافعي ويكره رفعه أكثر لقوله لعلي: «لا تدع تمثالاً ألا طمسته ولا قبرًا مشرفًا ألا سويته». رواه مسلم.
وسن رش القبر بماء لما ورد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم ماء ووضع الحصباء. رواه الشافعي.
قال بعض العلماء: ويستحب الدفن فيما كثر فيه أهل الخير والصلاح فيدفنه معهم وينزله بإزائهم ويسكنه بجوارهم وأن يجنبه قبور من يخاف التأذي بهم كما جاء في أثر أن امرأة دفنت في قبر فاتت أهلها ليلاً أي في النوم فجعلت تعتبهم وتقول ما وجدتم أن تدفنوا إلا إلى فرن الخبز.
فلما أصبحوا لم يجدوا بقرب القبر فرن خبز لكن وجدوا رجلاً سافًا لابن عامر دفن بقربها ورأى بعضهم ولده بعد موته فقال: ما فعل الله بك؟ قال: ما ضرني إلا أني دفنت بإزاء فلانٍ وكان فاسقًا فروعني ما يعذب به. اهـ.
قصيدة تحتوي على الثناء والشكر والحمد والتضرع على الله عز وجل.
يَا مُلَبِّسِي بِالنُّطْقِ ثَوْبَ كَرَامَةٍ ** وَمَكْمَلِي جُودًا بِهِ وَمُقَوِّمِي

خُذْنِي إِذَا أَجَلِي تَنَاهَى وَانْقَضَى ** عُمْرِي عَلَى خَطٍ إِلَيْكَ مُقَوِّمِي

وَاكْشِفْ بِلُطْفِكَ يَا إِلَهِي غُمَّتِي ** وَاجْل الصَّدَأَ عَنْ نَفْسِ عَبْدِكَ وَارْحَمْ

فَعَسَايَ مِنْ بَعْدِ الْمَهَانَةِ اكْتَسَى ** حُلَلِ الْمَهَابَةَ فِي الْمَحَلِّ الأَكْرَمِ

وَأَبُوءُ بِالْفِرْدَوْسِ بَعْدَ إِقَامَتِي ** فِي مَنْزِلٍ بَادِ السَّمَاحَةَ مُظْلِمٌ

فَقَدْ اجْتَوَيْتَ ثَواي فِيهِ وَمَنْ تَكُنْ ** دَارُ الْغُرُورِ لَهُ مَحَلاً يَسْأَمُ

دَارٌ يُغَادِرُ بُؤْسَهَا وَشَقَاءَهَا ** مِنْ حِلِّهَا وَكَأَنَّهُ لَمْ يَنْعَمْ

وَيَعُودُ صَافِي عَيْشَهُ وَحَيَاتُهُ ** كَدْرًا فَلا تَجْنَحْ إِلَيْهَا تَسْلَمُ

فَبِكَ الْمُعَاذُ إِلَهَنَا مِنْ شَرِّهَا ** وَبِكَ الْمَلاذُ مِنَ الْغِوَايَةِ فَاعْصِمِ

وَعَلَيْكَ مُتَّكِلِي وَعَفْوُكَ لَمْ يَزَلْ ** قَصْدِي فَوَاخُسْرَاهُ عَنْ لَمْ تَرْحَمِ

يَا نَفْسُ جِدِّي وَادْأَبِي وَتَمَسَّكِي ** بِعُرَى الْهُدَى وَعُرَى الْمَوَانِعِ فَافْصُم

لا تُهْمِلِي يَا نَفْسُ ذَاتِكِ إِنَّ فِي ** نِسْيَانِهَا نِسْيَانُ رَبِّكِ فَاعْلَمِي

وَعَلَيْكِ بِالتَّفْكِيرِ فِي آلائِهِ ** لِتَبُوئِي جَنَّاتِهِ وَتَنَعَّمِي

وَتَيّمَّمِي نَهْج الْهِدَايَةِ إِنَّهُ ** مُنْجٍّ وَعَنْ طُرُقِ الضَّلالَةِ أحْجُمِي

لا تَرْتَضِي الدُّنْيَا الدَّنِيَّة مَوْطِنًا ** تُعْلَى عَلَى رُتَبِ السَّوَارِي الأَنْجُمِ

وَتَعَايَنِي مَا لا رَأَتْ عَيْنٌ وَلا ** أُذُن إِلَيْهِ وَعَتْ فَجُدِّي تَغْنَمِي

وَتُشَاهِدِي مَا لَيْسَ يُدْرِكُ كُنْهُهُ ** بِالْفِكْرِ أَوْ بِتَوَهُّم الْمًتَوَهِمِ

قُدْسٌ يَجُلُّ بِأَنْ يَحُلَّ جَنَابَهُ ** يَا نَفْسُ إِلا كُلُّ شَهْمٍ أَيْهَمِ

وَتَجَاوُرِي الأَبْرَار فِي مُسْتَوْطِن ** لا دَاثِرٍ أَبَدًا وَلا مُتَهَدِّمِ

يَا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ شَبّتْ وَلَمْ تَعُدْ ** عَمَّا لَهِجْتَ بِهِ وَلَمْ تَتَنَدَّمِ

وَاعْكُفْ عَلَى تَمْجِيدِ مُوجِدُكَ الَّذِي ** عَمَرَ الْوُجُودِ الْجُودِ مِنْهُ وَعَظّم

فَبِذِكْرِهِ تُشْفَى النُّفُوسُ مِنْ الْجَوَى ** فَعَلَيْهِ إِنْ آثَرْتَ بُرْؤُكَ صَمِّمِ

أَكْرِمْ بِنَفْسِ فَتَىً رَأَى سُبُلَ الْهُدَى ** تَهْوِي فَمَالَ إِلَى الصِّرَاطِ الأَقْوَمِ

ذَاكَ الَّذِي يَحْظَى بِيَوْمِ مَعَادُهُ ** ملكا سَجِيسَ الدَّهْرِ لَمْ يَتَصَرَّم

يَا جَابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ وَغَافِر الْـ ** جُرْمَ الْكَبِيرِ لِكُلِّ عَبْدٍ مُجْرِمِ

مَا لِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ وَذَرِيعَةٌ ** أَنْجُو بِهَا إِلا اعْتِقَادَ الْمُسْلِمِ

فَاقْبَلْ بِمَنِّكَ تَوْبَتِي مِنْ حَوْبَتِي ** فَعَسَى سَعَادَةُ أَوْبَتِي لَمْ أُجْرَمِ

حَمْدًا لَكَ اللَّهُمَّ يُنْمَى مَا جَلا ** وَضْحُ الصَّبَاحُ سَوَادَ لَيْلٍ أَسْحَمِ

وَعَلَى نَبِيِّكَ ذِي الثَّنَاءِ وَآلِهِ ** السَّادَةِ الأُمَنَاءِ صَلَّ وَسَلِّمِ

وَعَلَى صَحَابَتِهِ الَّذِينَ بِنَصْرِهِ ** قَامُوا وَنَارَ الْكُفْرِ لَمْ تَتَضَرَّم

اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا وتلم بها شعثنا، وترفع بها شاهدنا، وتحفظ بها غائبنا، وتزكي بها أعمالنا، وتلهمنا بها رشدنا، وتعصمنا بها من كل سوء يا أرحم الراحمين.
اللهم ارزقنا من فضلك، وأكفنا شر خلقك، وأحفظ علينا ديننا وصحة أبداننا.
اللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
فصل:
ويحرم إسراج القبر واتخاذ مسجد عليه وتجصيصه وتزويقه والبناء عليه والاستشفاء بترابه وتخليقه وتبخيره وتقبيله والجلوس عليه والوطء عليه والكتابة عليه والتخلي عليه والطواف به والتمسح به والتخلي بين القبور والصلاة عنده لأجل الدعاء والاتكاء إليه.
ويكره المشي بالنعل إلا لخوف شوك ونحوه وإليك أدلة ما سبق منها حديث ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه الخمسة إلا ابن ماجة وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». متفق عليه.
وعن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه. رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي ولفظه نهى أن تجصص القبور أو يزاد عليه أو يجصص أو يكتب عليه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر». رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي وعن عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا على قبر فقال: «لا تؤذ صاحب القبر أو لا تؤذه». رواه أحمد.
وعن بشير بن الخصاصية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها». رواه مسلم وعن عقبة بن عامر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن أطأ على جمرةٍ أو سيفٍ أحب إليَّ من أن أطأ على قبر مسلم». رواه الخلال وابن ماجة.
ويحرم دفن في ملك الغير وينبش ما لم يأذن له المالك للأرض.
ويحرم نبش ميت باق لميت آخر لما في النبش من هتك حرمة الميت ومتى علم أن الميت بلي وصار رميمًا جاز نبشه ودفن غيره فيه.
وإن شك في أنه بلي وصار رميمًا رجع إلى قول أهل الخبرة والمعرفة بذلك فإن حفر فوجد في الأرض عظامًا دفنها موضعها وأبقاها في مكانها وأعاد التراب عليها كما كان أولاً ولم يجز دفن ميت آخر عليه وحفر في مكان آخر.
محمدُ مَا أَعْدَدْتَ لِلْقَبْرِ وَالْبَلَى ** وَلِلْمَلَكَيْنِ الْوَاقِفَينَ عَلَى الْقَبْرِ

وَأَنْتَ مُصِرٌّ لا تُرَاجِعُ تَوْبَةً ** وَلا تَرْعَوِي عَمَّا يُذَمُّ مِنَ الأَمْرِ

سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ لا تُحَاوِلُ دَفْعَهُ ** فَقَدِّمْ لَهُ زَادًا إِلَى الْبَعْثِ وَالنَّشْرِ

آخر:
أَبْقَيْتَ مَالَكَ مِيرَاثًا لِوَارِثِهِ ** فَلَيْتَ شِعْرِي مَا أَبْقَى لَكَ الْمَالُ

الْقَوْمُ بَعْدَكَ فِي حَالٍ تَسُرُّهُمْ ** فَكَيْفَ بَعْدَهُمْ دَارَتْ بِكَ الْحَالُ

مَلَّوُا الْبُكَاءَ فَمَا يَبْكِيكَ مِنْ أَحَدٍ ** وَاسْتَحْكَمَ الْقِيلَ فِي الْمِيرَاثِ وَالْقَالُ

مَالَتْ بِهِمْ عَنْكَ دُنْيَا أَقْبَلَتْ لَهُمْ ** وَأَدْبَرَتْ عَنْكَ وَالأَيَّامُ أَحْوَالُ

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل:
تسن زيارة قبر مسلم لرجل وأن يقف الزائر أمامه قريبًا منه لما ورد عن بريدة بن الخصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزورها». رواه مسلم زاد الترمذي: «فإنها تذكر الآخرة». زاد ابن ماجه من حديث ابن مسعود وتزهد في الدنيا.
ويقول الزائر للقبور والمار بها: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.
لما ورد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية. رواه مسلم.
مَحَلَّةُ سَفَرٍ كَانَ آخِرُ زَادَهُمْ ** إِلَيْهِ مَتَاعٌ مِنْ حَنُوطٍ وَمِنْ خِرَقْ

إِلَى مَنْزِلٍ سُوَى الْبَلَى بَيْنَ أَهْلِهِ ** فَلَمْ تَسْتَبِينَ فِيهِ الْمُلُوكَ وَلا السُّوَقْ

آخر:
أَتَيْتَ إِلَى خَالِقِي خَاضِعًا ** وَخَدِّي فِي الثَّرَى يُوضَعُ

وَإِنْ كُنْتَ وَافِيتَهُ مُجْرِمًا ** فَإِنِّي فِي عَفْوِهِ أَطْمَعُ

وَكَيْفَ أَخَافُ ذُنُوبًا مَضَتْ ** وَعَفْوُه عَمَّ الْوَرَى أَجْمَعُ

وعن بن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فاقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنت سلفنا ونحن بالأثر. رواه الترمذي.
قِفْ بِِالْقُبُورِ بِأَكْبَادِ مُصَدَّعَة ** وَدَمْعَة مِنْ سُوَيْدا الْقَلْبِ تَنْبَعِثُ

وَسَلْ بِهَا عَنْ رِجَالٍ طَالَ مَا رَشَفُوا ** ثَغْرَ النَّعِيمِ وَمَا فِي ظِلِّهِ مَكَثُوا

مَاذَا لَقُوا فِي خَبَايَاهَا مَا قَدِمُوا ** عَلَيْهِ فِيهَا وَمَا مِنْ أَجْلِهِ ارْتَبَثُوا

وَعَنْ مَحَاسِنِهِمْ إِنْ كَانَ غَيْرِهَا ** طُولُ الْمُقَامُ بِبَطْنِ الأَرْضِ وَاللَّبْثُ

وَمَا لَهُمْ حَشَرَاتِ الأَرْضِ تَنْهِشُهُمْ ** نَهْشًا تَزُولُ بِهِ الأَعْضَاء وَالْجُثَثُ

وَإِنْ يُجِبْكَ بِمَا لاقَا مُجِيبُهُمْ ** وَلَنْ يُجِيبَ وَأَنَّي يَنْطِقُ الْجَدَثُ

فَانْظُرْ مَكَانَكَ فِي أَفْنَاءِ سَاحَتِهِمْ ** فَإِنَّهُ الْجَدُّ لا هَزِل وَلا عَبَثْ

وتحرم زيارة القبور للنساء لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه واحتج شيخ الإسلام رحمه الله على تحريمه بلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زورات القبور وصحح الحديث.
وسئل الشيخ عبد الله أبا بطين إذا كان طريق على حد المقبرة هل يكره للنساء المرور معه فأجاب إذا كان للناس طريق على المقبرة ومرت معه امرأة وسلمت فلا بأس لأنها لا تسمى زائرة. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وَلَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايَةَ جَانِبًا ** تُصَانُ بِهِ تِلْكَ الْجُسُوم وَتُكْرَمُ

وَجَدْتُ لَهَا طِيبًا وَرُوحًا وَرَاحَةً ** كَأَنِّي لأَنْفَاسِ الصِّبَا أَتَنَسَّمُ

فَقُلْتُ لَصْحِبِي مَا الَّذِي أَمْرَجْتُ لَهُ ** مَقَابِرُ مِنْهَا لا طِىءٌ وَمُسَنَّمُ

فَأَوْهَمْتُهُمْ أَنّي جَهِلْتُ وَأَنَّنِي ** لأَدْرِي بِذَاكَ الأَمْر مِنْهُم وَأَفْهَمُ

فَقَالُوا طَلَبْنَا عِلْمَ ذَاكَ فَلَمْ نَجِدْ ** سِوَى رِمَمٍ مِمَّنْ تُحِبُّ وَتُعْظِمُ

تَضَوَّعَ بَطْنُ الأَرْضِ مِنْهَا كَأَنَّمَا ** تَفَتَّقَ مِنْ دَارَيْنِ مِسْكٌ مُخَتَّمُ

فَفَاضَتْ دُمُوعِي عِنْدَك ذَاكَ وَرُبَّمَا ** تَشْهر بِالدَّمْعِ السّرَارِ الْمُكْتَمُِ

خَلِيلِي مَا بَالِي وَبَالَ مَصَائِبُ ** يراع لذاكرَاهَا فؤادِي وَيَكْلَمُ

وَمِمَّا شَجَانِي وَهُوَ أَعْظَمُ أَنَّنِي ** قَذَفْتُ بِهَا مُسْوَدَّةَ الْجَوْفِ تَلْطِمُ

وَلَمْ أَدْرِ مَا كَانَتْ تَحِيَّةَ خِصْمِهِ ** لَهُ هَلْ بِبُشْرَى أَمْ بِشَعْنَاءِ تَقْصِمُ

وَأَعْظَمُ مِنْهُ مَوْقِعًا وَأَشَدُّهُ ** وَمَا خَصَّنِي أَدْهَى عَلَيَّ وَأَعْظَمُ

بِأَنِّي فِي تِلْكَ الْمَسَالِكِ سَالِكٌ ** أُسَاقُ إِلَيْهَا إِنْ أَبَيْت وَأُرْغَمُ

وَمَا أَنَا أَدْرِي مَا أُلاقِي وَمَا الَّذِي ** عَلَيْهِ إِذَا مَا كَانَ ذَلِكَ أَقْدَمُ

فَهَلْ مِنْ دَمٍ ابْكِيهِ صرفنا فَإِنَّمَا ** يَبْكِي عَلَى هَذَا مِنْ الْمُقْلَةِ الدَّمُ

اللهم أعطنا من الخير فوق ما نرجو واصرف عنا من السوء فوق ما نحذر. اللهم علق قلوبنا برجائك واقطع رجاءنا عمن سواك. اللهم إنك تعلم عيوبنا فاسترها وتعلم حاجتنا فاقضها كفى بك وليا وكفى بك نصيرًا يا رب العالمين اللهم وفقنا لسلوك سبيل عبادك الأخيار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.